أظافر كريستيانو رونالدو السوداء: حقيقة وراء لغز "الموضة"
لم تمر صورة بسيطة جمعت الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو بابنه مرور الكرام على وسائل التواصل الاجتماعي، بل أشعلت الجدل مجددًا حول النجم الذي اعتاد تصدر العناوين. هذه المرة، لم يكن الأمر متعلقًا بأحد أهدافه الخارقة أو لفتاته المعتادة، بل بلون أظافره الأسود الذي أثار فضول الملايين. ففي سن الأربعين، لا يزال مهاجم النصر السعودي محط أنظار العالم، ليس فقط بفضل مسيرته الطويلة وأدائه البدني الخارق، بل بفضل انضباطه الدقيق واهتمامه اللامحدود بكل تفصيل يتعلق بلياقته وصحته، الأمر الذي يجعل كل حركة أو مظهر له موضع تساؤل: هل هي موضة عابرة أم سر من أسرار الحفاظ على لياقته الاستثنائية؟
بعيدًا عن التكهنات الأولية التي ربطت الأمر بالموضة أو الجماليات، يكشف الواقع أن اللون الأسود الذي يزين أظافر كريستيانو يحمل بعدًا طبيًا وقائيًا بحتًا. هذا ما أكدته الخبيرة إيلينا كاراسكوسا روميرو، رئيسة المجلس العام للكليات الرسمية لطب الأقدام في إسبانيا، في تصريحات صحفية. وتوضح كاراسكوسا أن هذا النوع من طلاء الأظافر بات شائعًا بشكل متزايد بين صفوة الرياضيين. وتشير إلى أن الهدف ليس جماليًا كما يظن البعض، بل وظيفيًا بحتًا؛ فالعديد من الرياضيين يستخدمون مواد مضادة للفطريات لدرء الإصابات الفطرية، وتعزيز قوة الظفر، وحمايته من الأضرار الطفيفة كالتقصف أو التكسر، وهي أمور ضرورية لمن يمارسون التدريبات البدنية الشاقة والمكثفة.
في رياضات مثل كرة القدم، تتعرض الأظافر لضغوط وصدمات مستمرة، سواء من الاحتكاك بالكرة، أو التعرض للدهس، أو حتى من الاستخدام المتواصل للأحذية الضيقة. هذا الأمر غالبًا ما يؤدي إلى ظهور الفطريات أو حتى انفصال صفيحة الظفر. لذا، يعمل هذا الطلاء كطبقة واقية إضافية. وتشرح كاراسكوسا أنه سواء كان الطلاء أسود اللون أو شفافًا، فالمهم هو تركيبته التي يجب أن تحتوي على مواد فعالة مثل "أمورولفين" أو "سيكلوبيروكس"، وقد تتضمن أيضًا البيوتين والكيراتين والسيليكون لتقوية بنية الظفر. ولا يقتصر الأمر على الوقاية، فالطلاء الأسود يمكنه إخفاء عيوب الظفر أثناء تجدده، أو تغطية الكدمات، أو حتى تخفيف الألم في الأظافر المتضررة، ويشكل حاجزًا ضد الرطوبة. إنه إجراء صحي وقائي وليس مجرد صيحة موضة، وكريستيانو لا يقوم به اعتباطًا، بل بدعم وتوجيه من فريقه الطبي المتخصص في طب الأقدام.
وتشدد الخبيرة على ضرورة استخدام منتجات موصوفة من قبل أخصائيين، والتي تتوفر في الصيدليات المتخصصة أو عيادات طب الأقدام الرياضية، محذرة من الشراء عبر الإنترنت دون إشراف طبي لتجنب تطبيقها على إصابات غير ظاهرة أو أمراض كامنة. فبالنسبة لكريستيانو رونالدو، لا يترك شيئًا للصدفة. فكل تفصيل في روتينه، من ساعات النوم الدقيقة إلى جلسات العلاج بالتبريد والعلاج الطبيعي اليومي، يصب في هدف واحد: إطالة أمد مسيرته الأسطورية في قمة الأداء الرياضي. وحتى هذا التفصيل الصغير المتعلق بطلاء الأظافر هو جزء من خارطة طريق واضحة المعالم، حيث يحمل كل إجراء معنى وهدفًا وظيفيًا. وهكذا، تستمر أسطورة النجم من قمة رأسه حتى أطراف أصابع قدميه.