صورة مركبة
"كلاشات" الصفحات الرسمية للأندية المغربية..إحتقانات إضافية ومُسبب غير مباشر لشغب "الملاعب"..!
صارت الأندية المغربية تولي أهمية كُبرى لحضورها في العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، مُحاولةً استثمار هذه الوسائط الإلكترونية ذات الطابع الاجتماعي في الانفتاح على مُعجبيها ومشجعيها وكذلك قصد التسويق لصورتها وإسمها، إدراكاً منها للثِّقل الذي أصبحت تُمثِّله هذه "القنوات" داخل الساحة الكروية.
وأخذت قائمة الأندية التي تَعْمد إلى توثيق صفحاتها على المواقع الاجتماعية تتَّسِع، حيث أضحى من اليسير التعرُّف على الهوية الحقيقية للصفحات الرسمية للفرق المُمارسة في "البطولة الاحترافية" داخل مواقع مثل "فايسبوك" و"أنستغرام" و"تويتر"، من خلال حرصها على استخلاص العلامة الزرقاء التي تُبدِّد إمكانية اختلاق الإشاعات بإسمها.
وبالموازاة مع الدور الذي تضطلع به هذه الوسائط في مد جسور التواصل بين الأندية وجماهيرها وبلورة السُّمعة الافتراضية للأولى وإمكانية مُراكمة المستشهرين وحصد العائدات المالية من خلف ذلك، فقد بدأ الشروع في توظيف المواقع الاجتماعية بأشكال أخرى بعيدة عما هو مادي ورياضي، مُلامساً ما هو رمزي ومعنوي.
وما إن اتَّجَه اهتمام الرأي العام نحو القنوات الرسمية الافتراضية التي تُحدثها هذه الأندية لبناء صورة خاصة بها، حتى باتت تُقدم على صُنع "الشُّو" و"الاستعراض"، والتَّراشق بـ"الكلاشات" فيما بينها، خاصة في ما يتعلق بالفرق التي تجمع بينها منافسة حامية الوطيس وضاربة في القِدم وذات جذور تاريخية.
ويُجمع الكثيرون على أن ما تصنعه الحسابات والصفحات الرسمية للأندية المغربية في الفضاء الافتراضي أصبح بمثابة منبع لتهييج الأنصار وإضفاء المزيد من الاحتقان بين الأطراف المُتنافسة، ذلك أن التدوينات والمنشورات الصادرة منها تفتقد في أغلب الأحيان لقواعد اللياقة وقد تخرج أحياناً عن النّص بما يُنافي القيم التي تحثُّ عليها اللعبة.
ورغم أن هذا التقليد جرى استيراده من الأندية الأوروبية التي كانت سبَّاقة إليه في السنوات الماضية داخل مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تأثيره يبلغ حدَّة أكبر ويصطبغ بشحنة سلبية أعلى على المُتابع المغربي منه إلى المُناصر داخل القارة العجوز، لدواعٍ وأسباب وعواملٍ ذات صلة بالجانب التربوي والتعليمي وكذا التوعوي.
وبات بِوُسْع المُشجِّع الذي يُناصر فريقا مُعيَّناً أن يطَّلِع على جزءٍ من مستجداته وتطوراته على مدار اليوم في الوسائط الافتراضية؛ وهو ما يُفضي إلى فرضية تأثره بالرسائل التي يُصدِّرها القائمون على هذه القنوات داخل المواقع الاجتماعية، وتبنِّيه لها، والتأثير السلبي الذي يُمكن أن يُلقيه ذلك على العلاقات بين مكونات الكرة الوطنية، في حال انطواءِ تلك المنشورات على ما يتعارض مع مبادئ النُّبل واحترام الآخر.