كرة القدم حولت حياة فيدال من "البؤس" إلى النجومية والثراء - Elbotola - البطولة

كرة القدم حولت حياة فيدال من "البؤس" إلى النجومية والثراء

DPA
12 يونيو 2019على الساعة13:56

"يمكن السيطرة عليه" .. هكذا كانت إجابة المدرب الإسباني المدير الفني الأسبقالألماني عندما سأله أحد الصحافيين من تشيلي عن "عدوانية وخشونة" النجم التشيلي آرتورو فيدال لاعب خط وسط الفريق سابقا ونجم الإسباني حاليا.


وكان هذا قبل مباراة الفريق أمام أتلتيكو مدريد الإسباني في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا بموسم 2015 - 2016 وخسر بايرن 1 - 2 إيابا أمام أتلتيكو ليودع البطولة بعد مباراة رائعة وتاريخية من بايرن وفيدال.


وفيما يحتاج المنتخب التشيلي حاليا إلى مزيد من الالتزام والهدوء من فيدال خارج الملعب، فإنه سيكون بحاجة إلى مزيد من الحماس والمواهب المتفجرة من اللاعب داخل المستطيل الأخضر ليستطيع قيادة الفريق إلى المنافسة بقوة في النسخة الجديدة لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي تستضيفها البرازيل خلال الأسابيع المقبلة.


ولم يكن إطلاق اسم "الملك" على فيدال ناتجا عن عصبيته وإنما كان هذا لمستواه الرائع وحماسه الشديد في الملعب وكفاحه على كل كرة مما ساعده على الانتقال من حياة البؤس والفقر إلى الثراء.


وولد فيدال في 22 مايو 1987 بحي سان خواكين الذي تسكنه الطبقات العاملة الكادحة في العاصمة التشيلية سانتياغو ليبدأ منها طريقه إلى المجد والثراء، حيث أصبح من أبرز نجوم الجيل الحالي لمنتخب تشيلي والذي يعتبره المحللون والخبراء الأفضل في تاريخ هذا البلد.


ويضم منتخب تشيلي العديد من اللاعبين الموهوبين والمتميزين وكذلك اللاعبون المكافحون الذين يمكن الاعتماد عليهم في الملعب، ولكن أحدا منهم لا يمتلك نفس القدر الذي يمتلكه فيدال من القوة والحضور في الملعب.


وقال غوارديولا، قبل المباراة أمام أتلتيكو: لعب فيدال أربع سنوات في يوفنتوس كما لو كان يلعب في فناء منزله. إنه لاعب مفرط النشاط، ولكن يجب السيطرة عليه.


وفرض فيدال نفسه بقوة على تشكيلة بايرن الأساسية تحت قيادة غوارديولا رغم أن المدرب الإسباني لم يكن من المؤيدين بقوة للتعاقد معه.


واستفسرت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" الألمانية في عنوانها "لماذا لم يكن فيدال اللاعب الذي يطلبه غوارديولا ؟" في إشارة إلى أن التعاقد مع اللاعب من يوفنتوس الإيطالي جاء بناء على طلب من الإدارة الفنية في النادي وليس من غوارديولا نفسه.


ويبدو أن فيدال لم يكن لاعب الوسط المتأنق الذي يريده غوارديولا. وفي المقابل كانت الإدارة الفنية للنادي على قناعة تامة بمستوى فيدال علما أن فيدال بدأ مسيرته مع الاحتراف الأوروبي في باير ليفركوزن الألماني.


وأكدت الصحيفة نفسها أن فيدال ليس بالطبع النجم الحقيقي الذي يطلبه بيب ولكنه اللاعب المناسب لبايرن. اللاعب الذي يجيد أحيانا التعامل مع المواقف القاسية. في إشارة إلى القوة في الالتحامات على كل كرة. وأكد الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد أن فيدال يعيش لعبة كرة القدم.


وفي الوقت الذي توقع فيه البعض أن نجم فيدال في طريقه إلى الخفوت بل التلاشي، أعاد اللاعب إلى نفسه الأضواء بالانتقال لبرشلونة الإسباني في صيف 2018 وأصبح من العناصر التي يعتمد عليها في كثير من المباريات، حيث شارك مع الفريق في 53 مباراة بمختلف البطولات في أول موسم له معه.


وفي 17 يونيو 2015، قال فيدال باكيا: ذهبت إلى ناد ليلي مساء أمس واحتسيت كأسين. ارتكبت حادثا وعرضت حياة زوجتي وعدد من الناس للخطر.


أتأسى لهذا كثيرا. في إشارة إلى الحادث الذي تعرض له وهو تحت تأثير الخمور خلال مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كوبا أميركا 2015 وكان هذا الحادث خلال قيادته سيارته "فيراري" صدمة كبيرة لتشيلي بأكملها علما أنه وقع في أحد الأيام التي منح فيها خورخي سامباولي المدير الفني الأسبق لمنتخب تشيلي الحرية للاعبيه في مغادرة معسكر المنتخب.


ولم يكن هذا الحادث هو أول واقعة لعدم الانضباط بالنسبة لفيدال، ولكنها كانت الواقعة التي جاءت في أصعب اللحظات نظرا لمشاركته مع منتخب بلاده آنذاك في كوبا أميركا التي استضافتها تشيلي.


ورغم مطالبة البعض باستبعاده من معسكر الفريق وإقصائه من البطولة، فضل سامباولي النظر لأبعد من هذا ورفض معاقبته بل استعان به فيما تبقى من البطولة.


وكان فيدال عند حسن ظن مدربه حيث ساهم مع الفريق في الفوز بلقب كوبا أميركا للمرة الأولى في تاريخ الفريق، ليغلق بهذا باب الجدل بشأن الحادث.


وتزوج فيدال كنسيا في كانون ديسمبر 2014 من صديقة العمر ماريا تيريزا ماتيوس بعدما ارتبط بها مدنيا في 2009 وأنجبا طفلين. وشهدت ميشال باشليه رئيسة تشيلي آنذاك حفل زفاف فيدال.


والحقيقة أن فيدال يجني منذ سنوات ثمار كفاحه في الملعب وكذلك تغلبه على الظروف الصعبة التي عاشها في فترة الطفولة، حيث ترك والده العائلة عندما كان فيدال في الرابعة من عمره، علما أنه نشأ في حي سان خواكين الذي تكثر فيه الجريمة وتجارة المخدرات.


وسبق لصحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت" الإيطالية الرياضية أن ذكرت عن فيدال: "في منزله، لم يكن هناك ما يطعم به. كانت حياته صعبة. أربعة أشقاء بلا أب، والأم تفعل كل شيء وتعمل طيلة اليوم لتوفير الطعام لهؤلاء الأبناء. وفي اليوم التالي، إذا لم تجد عملا فإنهم لا يجدون الطعام.


وتغلب فيدال على كل هذا حتى التحق بفريق كولو كولو أحد أشهر الأندية في تشيلي وأكثرها شعبية ووقع معه عقدا وهو في الثامنة عشرة من عمره قبل أن يبدأ مسيرة احترافه الأوروبية الرائعة في ليفركوزن يوفنتوس ثم بايرن وبرشلونة.