
حصاد المُحترفين | عزْفُ زياش المُنفرد .. "كابوس" منديل .. ومُعاناة درار وسايس والنصيري
في فصلٍ جديدٍ من فصول الدوريات الأوروبية، جاء الحضور المغربي "شاحباً" على مستوى الكم والكيف كذلك، باستثناء بعض الومضات المُشرقة التي قلَّصت من قتامة المشهد، في انتظار اسْتِفاقة العديد من الأسماء التي يتوقَّعُ منها المُتابعون الكثير على المستطيل الأخضر.
وإذا كان بعض اللاعبين قد حافظوا على نَسقِهِم المُعتاد في التألُّق والبروز، مثل حكيم زياش، فإن آخرين استمروا هم كذلك في مُلازمة مكانهم و"التَّجمُّد" في مقاعد البدلاء، على غرار رومان سايس مع ولفرهامبتون الإنجليزي ونبيل درار رفقة فنربخشه التُّركي.
دِرار وسايس في وضعية "جُمود"
بعد مُساهمته الجلية في صعود فريقه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، في نهاية الموسم الفارط، اصطدم رومان سايس بواقعٍ مرير هذا الموسم، ألزمه البقاء في دكة البدلاء والاكتفاء بالتفرُّج على مباريات زملائه على امتداد المباريات الخمسة التي أجراها ولفرهامبتون بـ"البريمييرليغ" لحدود الآن.
صمَّام أمان أنجيه الفرنسي سابقاً ظلَّ احتياطياً، كما العادة، في لقاء فريقه الأخير أمام بيرنلي، يوم الأحد الماضي، حيث ذهب ضحيَّةً لاختيارات مدربه البرتغالي، نونو سانتو، الذي يُفضِّل عليه مواطنه جواو موتينيو، ويُمعن في "الانحياز" إلى اللاعبين البرتغاليين.
أما نبيل درار، المُزاول في فنربخشه التركي، فإن موقفه كان بذات القدر من السوء، ذلك أن صاحب الـ32 سنة خرج من قائمة فريقه في آخر مباراتيْن، تحت إشراف المدرب الهولندي، فيليب كوكو، كما تم استبعاده من لائحة الفريق الأسود والأصفر المُشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي.
وبات من الجليِّ أن درار لم يعد ضمن حسابات كوكو، مما قد يؤدي به إلى مغادرة أسوار فنربخشه، سواء في الميركاتو الشتوي المقبل، أو في الوقت الحالي، بالانضمام إلى إحدى الأندية الإماراتية، ذلك أن الميركاتو هناك لن ينتهي إلا في الثاني من شهر أكتوبر الجاري.
حاريت والنصيري بدون رسمية
رغم الانتظارات والآمال التي تُعقد عليهما من طرف الكثيرين، إلا أن أمين حاريت ويوسف النصيري يعيشان، في الوقت الحالي، وضعاً مُتخبِّطاً، مع فريقيْهِما شالكه04 وليغانيس، إثر إخفاقِهِما في الانقضاض على الرَّسمية وإيجاد موطئ قدمٍ ضمن منظومة مدربيْهِما الأساسية.
اللاعب المُمارس في صفوف الأزرق الملكي جلس طيلة مباراة فريقه الألماني أمام بوروسيا مونشنغلادباخ في مقاعد الاحتياط، إذ لم يَقُم مدربه دومينيكو تيديسكو بالاستعانة بخدماته، ولو أن الفريق متأخر بهدفيْن لهدف وكان في حاجة إلى نَفَسٍ هجومي يُحرِّك به الخط الأمامي.
ويبدو أن صاحب الـ21 سنة فاقد للبوصلة، ولازال يبحثُ عن نفسه، في المرحلة الراهنة، ويجدر به سريعاً استعادة إيقاعه، من أجل العودة مجددا إلى حساباته مدربه الأساسية، وكذلك لتعزيز مكانته في "أسود الأطلس"، وهو الذي لم يُشارك في اللقاء الأخير أمام مالاوي لأسباب تأديبية نابعة من المدرب هيرفي رونار.
وفي ذات المنحى، يتَّجه يوسف النصيري، مهاجم الفريق الإسباني المُتواجد في "الليغا"، فرغم القيمة المالية التي أنفقها النادي في سبيل انتداب المغربي، والتي ناهزت ستة ملايين يورو، إلا أن اللاعب لم يُقدِّم، لحد الآن، أية بوادر توحي بانسجامه والاهتداء إلى نسقه.
ولم يُشارك خريج "أكاديمية محمد السادس" في المقابلة الأخيرة أمام فياريال، والتي انهزم فيها فريقه بهدف نظيف، بينما خاضها مواطنه نبيل الزهر كأساسي، لكن دون أن يترك بصمته على النتيجة أو الأداء، مثل المقابلات السابقة.
زياش يستمر في العزف المُنفرد وبنعطية يُعانق الرَّسمية أخيراً
مع تعاقب المباريات والمواعيد الكروية، يأخذ أداء حكيم زياش في الاتِّجاه نحو الأوج والعُنفوان. نجم أياكس أمستردام يُنصِّب نفسه، في كل لقاء، في خانة النجوم ونِقاط الضوء المُشرقة، على غرار المواجهة الأخيرة أمام إفسي غرونينغن، والتي آلت لرِفاق المغربي بثلاثية نظيفة.
ولو أن لاعب تفينتي أنشخيده سابقاً لم يَزُر الشباك ولم يرفع غلَّته التهديفية هذا الموسم، إلا أنه اضطلع بدورٍ هام وأساسي في الفوز الذي حصده أياكس، انطلاقاً من صناعته اللعب وضبطه الإيقاع ووصولاً إلى التمريرة الحاسمة التي أدلى بها لزميله دوزان تاديتش، والتي ساعدته على الظفر بجائزة أفضل لاعب في اللقاء.
مشاعر السرور التي انتابت زياش راوَدت كذلك مواطنه المهدي بنعطية، والذي تذوَّق طعم المشاركة كأساسي للمرة الأولى هذا الموسم في الدوري الإيطالي، حيث خاض مباراة ساسولو من بدايتها إلى نهايتها مع فريقه يوفنتوس، ضمن الجولة الرابعة من "الكالتشيو".
ونجح قائد "أسود الأطلس" في أن يُبلي البلاء الحسن ويُظهر صلابته الدفاعية وتدخلاته الصّائبة في قطع الكرة أمام الخصم، وهو ما لقي استحسان العديد من المُتابعين، الذين اعتبر بعضهم أن المغربي يستحق مكانا أساسياً في تشكيلة ماسيميليانو أليغري.
بوفال يطرد النَّحس وحمزة منديل وسط "كابوس"
أفلح الوافد الجديد على سيلتا فيغو، سفيان بوفال، أخيراً، في زيارة مرمى المنافس بقميص فريقه، من خلال الهدف الذي أحرزه في شباك جيرونا، وبالتحديد مواطنه ياسين بونو، رغم أن اللاعب شارك كاحتياطي فقط مع بداية الجولة الثانية، في اللقاء الذي انهزم فيه فريقه بثلاثة أهداف لهدفيْن.
وعاب العديدون على اللاعب المغربي مُغالاته في الاحتفاظ بالكرة وإهدارها بفضل مراوغاته غير الموفقة، بيد أن الهدف الذي سجَّله قد يضعه في آخر المطاف بمنأى عن الانتقادات، ويمنحه فرصة الرَّسمية في قادم المباريات، إذا ما حاول تجويد أدائه وجعلعه في خدمة زملائه.
من جانبه، عاش حمزة منديل، الظهير الأيسر الجديد لفريق شالكه04، "كابوساً" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الدولي المغربي شارك كأساسي أمام مونشنغلادباخ، لكن سرعان ما تم تغييره في الدقيقة الـ25'، عقب تدخلاته العنيفة ونيله البطاقة الصفراء التي كادت أن تتحول إلى حمراء لولا رأفة الحكم.
وظهر اللاعب الشاب في المباراة بالكثير من الحماس الذي اسْتحَالَ إلى تهور وتسرع في أحايين عديدة، وهو ما أثر على مردوده، في الوقت الذي أكد فيه مدربه تيديسكو أنه كان محظوظا لعدم طرده من طرف الحكم، مُشيراً إلى أن منديل له من الإمكانيات التي تؤهله لتجاوز هذه المرحلة وتقديم الإضافة لزملائه مستقبلاً.