الجيش الملكي .. "رَجُلٌ مريضٌ" في "العِناية المُركَّزة" .. هلاَ راجَعْتُم أوراقَكُم لإنقاذِهِ؟ - البطولة
الجيش الملكي .. "رَجُلٌ مريضٌ" في "العِناية المُركَّزة" .. هلاَ راجَعْتُم أوراقَكُم لإنقاذِهِ؟

الجيش الملكي | عدسة: خاص

الجيش الملكي .. "رَجُلٌ مريضٌ" في "العِناية المُركَّزة" .. هلاَ راجَعْتُم أوراقَكُم لإنقاذِهِ؟

أيوب رفيق (البطولة)
09 شتنبر 2018على الساعة22:04

بلغ فريق أقصى درجات الاندحار والتقهقر، صار مثل غريق يسبح في مكانه، ويتعثر كلما ظنَّ الناس أنه نهض. هو في مرحلة من السبات لا يقوى على الاستيقاظ منها، بل يمكن القول إنه اتخذ من غرفة "العناية المركزة" مستقرا له، من فرط الضَّربات التي تطوقه، أو بالأحرى التي يطوق بها نفسه.


هي ليست مغالاة أو إفراط في وصف حال "الكتيبة العسكرية"، وليست مبالغة في رسم السواد الذي يحيط بهذا الفريق، فحتى لو سخَّر المرء كل ما يختزنه المعجم من عبارات ومصطلحات سيخفق لا محالة في ترجمة الصورة الحقيقية للفريق.


تأتي الهزيمة التي تعرض لها "الزعيم" أمام الدفاع الحسني الجديدي، على أرضية "المركب الرياضي مولاي عبد الله"، لترسخ قناعة العديدين في أن هذا "الرجل المريض"، مثل ما كانت تدعى به الإمبراطورية العثمانية، في وقت ما، لن يبارح مكانه، وسيراكم المزيد من الهزات والارتجاجات والانتكاسات.


حتى قبل أن ينطلق الموسم الجديد، كانت كل المؤشرات تنذر بسوء، ولا توحي البتة بأن الجيش سيخرج من النفق المظلم الذي عمّر فيه لسنوات، تعاقب فيها عليه مدربون بالجملة اشتركوا جميعهم في الفشل، كما لو أن القلعة العسكرية ممسوسة بطلاسم من العصي فك رموزها والاهتداء لحلول ناجعة لتبديدها.


كيف لفريقٍ انتظر مدربه لبداية الموسم كي يحسم في قائمة اللاعبين غير المرغوب فيهم، وهو الذي جرى تنصيبه في متم الموسم الفارط، -كيف- له أن يظهر معافى وبصحة جيدة، دون أن تشوبه الانعكاسات السلبية لسياسةٍ موسومة بالارتجالية والعبثية.


سئمنا، في مقالاتٍ سابقة، من القول بأن الجزء الأكبر من المسؤولية يتحملها مسيرون يبدو أنهم لا يفقهون شيئاً في المستديرة، يتواطؤون، بعد ذلك، مع مدربين تم جلبهم على مقاسهم وأهوائهم، وليس على مقاس التحديات والرهانات التي يخوضها الفريق.


ظهر رفاق اسماعيل بلمعلم، اليوم، في لقاء الدفاع الجديدي بدون روح ولا هوية، بدوا كأنهم مجبرون على تأدية واجب إجراء المباراة لا غير، وهو ما يسائل قدرة امحمد فاخر على تحفيزهم وشحذ همتهم، بل يسرب الشكوك كذلك للتساؤل عن طبيعة الأجواء السائدة داخل مستودع الملابس.


إذا كان المدربون يتغيرون والفشل ثابت، يجدر عندها الحديث عن المقاربة التسييرية والإدارية التي يعتمدها القائمون على النادي، والتي تثبت عجزها سنة بعد أخرى، رغم أن أصوات الجماهير العسكرية لم تكف عن ترديد استيائها، ولم تمل من توجيه أصابع الاتهام إلى مدبِّري الفريق.


لا أعتقد شخصيا أن عامل الزمن كفيل لوحده بمداواة الجراح التي تلطخ جسد الجيش الملكي، بل يحتاج هذا الأخير إلى إحداث ثورة على نمط تفكيره، والتمرد على استراتيجياته، هذا إن كانت هناك استراتيجية يتحرك بها هذا النادي.


رغم ما قيل، يظل المرء متوسما بأن تحمل الدورات القادمة ما يمكن أن يعيد الأمل إلى نفوس العساكر، ذلك "الزعيم" فريق مرجعي تحتاج إليه الكرة المغربية كي تمضي إلى الأمام، مثل كل الأقطاب الأخرى التي يراهن عليها لتحريك عجلة تألق وتطور المستديرة في هذا البلد.

طاغات متعلقة

أخبار ذات صلة