
هيرفي رونار
لقاء مالاوي .. بداية "التَّشبيب" أم الاحْتِكام لِعناصر الخِبرة؟
في أول ظهور رسمي بعد المشاركة في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، يُنازل المنتخب المغربي نظيره المالاوي، يوم غد السبت، على أرضية "المركب الرياضي محمد الخامس" بالبيضاء، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون.
ويُحضِّرُ الناخب الوطني هيرفي رونار الوصفة البشرية والتكتيكية التي سيُناقش بها مجريات المقابلة، وهو مُحمَّلٌ بمجموعة من الخلاصات والاستنتاجات التي استقاها من خوض المحفل المونديالي، والذي غادره "أسود الأطلس" من الدور الأول.
وبدا من القائمة التي نادى عليها المدرب الفرنسي لمواجهة المالاوي استقراره على الاختيارات والعِيارات البشرية التي لطالما استعان بها في معظم المواعيد، ذلك أنه جدَّد الثِّقة في مجموعة من الأسماء، فيما استدعى لاعبين آخرين من جديد مثل نايف أكرد وأشرف بنشرقي.
ومع المرحلة الجديدة التي يُقبل المنتخب المغربي على دخولها، والتي يظل عُنوانها الأبرز الاستعداد لنهائيات "الكان"، تُطرح العديد من التساؤلات حول الأسلحة البشرية التي سيستند عليها في التشكيلة الرسمية لخوض اللقاءات القادمة، أولها مباراة مالاوي.
ويتأرجح "الثَّعلب" بين خياريْن أو مُقاربتيْن في هذه الحقبة التي تمتد من الآن إلى كأس أمم إفريقيا، في حال تأهل "الأسود" إليها، إذ يتمثّل الخيار الأول في اعتماده مجددا على عناصر الخبرة التي كانت "طاغية" كمّاً في الاستحقاقات السابقة.
ويحضر ضمن هذه الخانة عدة لاعبين خَبِروا أجواء الكرة الإفريقية وراكموا تجارب عديدة مع المنتخب المغربي، من بينهم مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي ونبيل درار ويونس بلهندة ورومان سايس ومروان دا كوستا، والذين يحملون القميص الوطني منذ سنوات.
أما الخيار الثاني، فيتجلى في محاولة ضخ دماء جديدة ونفث روح الشَّباب في أوصال "أسود الأطلس"، بواسطة إدماج أسماء فتية والمراهنة عليها في المقابلات الهامة والرسمية، على غرار أمين حاريت ونايف أكرد ونصير مزواري ويوسف أيت بناصر وغيرها من الأسماء.
ورغم أن الانتصار يُعد حتميةً بالنسبة لممثلي الكرة الوطنية أمام مالاوي، إلا أن الفرنسي قد يتّخذُ هامشاً من المُجازفة ويدفع ببعض الأسماء الفتية، حتى تُشكِّل بالنسبة لهم انطلاقة نحو تثبيت أقدامهم داخل المنتخب المغربي.
رونار الذي يُشرف على "الأسود" لأكثر من سنتيْن، يجد نفسه أمام ضرورة إقحام اللاعبين الشباب، شيئاً فشيئاً، من أجل تأمين مرحلة انتقالية بين جيلٍ وآخر، ذلك أن مجموعة من الوجوه الحالية فاقت سن الثلاثين، وهو ما يُحتِّم تجديد العيارات وتشبيب المجموعة.
وكان المنتخب الوطني قد انهزم بهدف نظيف أمام نظيره الكاميروني، ضمن الجولة الأولى من التصفيات المُفضية إلى "الكان"، مما يجعله أمام خيار وحيد وهو الانتصار أمام الضيف المالاوي، يوم غد السبت، لإنعاش حظوظه بالعبور إلى المحفل الإفريقي.