رأي شخصي | من يُحب تركي آل الشيخ؟ - البطولة
رأي شخصي | من يُحب تركي آل الشيخ؟

.

رأي شخصي | من يُحب تركي آل الشيخ؟

هيئة التحرير
28 يونيو 2018على الساعة12:30

بقلم | محمود علي

بينما كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فجأة ظهر أمامي فيديو للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة بالمملكة العربية السعودية، كان محتواه عبارة عن سباب وشتائم واتهامات "جزافية" لشخصيات، كان أبرزها الثنائي التونسي، عصام الشوالي ورؤوف خليف، وهما قامتان في التعليق الرياضي العربي، كانت جريمتهما فقط بالنسبة لـ آل شيخ، أنهما يعملان في قناة رياضية في قطر.


ولا يُنكر أحد أنه تألم مما قيل في حق اثنين من أباطرة التعليق العربي وأكثرهما محبة وشعبية لدى جمهور كرة القدم في الشرق الأوسط، وهو ما تيّقن منه المسؤول الأول عن الرياضة بالسعودية، بعد أن آتاه الرد من ملايين الغاضبين على صفحاته الرسمية عبر مواقع التواصل وكذا من الإعلام التونسي نفسه وحتى المغاربي بشكل عام.


ورغم أنها ليست الواقعة الأولى لتركي آل الشيخ، إلا أن سؤالاً وحيداً لايزال يشغلني، تمنيت لو طرحته أو طرحه أحد عليه.. من الذي يُحب تركي آل الشيخ؟


فالمستشار المُبجل، وفي ظرف عام واحد، افتعل مشاكل اقتربت من رقم قياسي في معظم دول الوطن العربي تقريباً.


فـ من مشكلة مع دولة الكويت متمثلة في الاتحاد الكويتي وسب مسؤوليه ورموزه، إلى آخرى مع قطر التي لم يحترم حتى شعبها، ثم في مصر مع جماهير الزمالك ثم مع جماهير الأهلي ومسؤولي الأهلي، ثم مع الجمهور المصري كله بسبب تعمد استفزازهم بتصريحات ضد اللاعب محمد صلاح ومن بعده الخلوق محمد أبو تريكة، ثم مع المغاربة، بعد استفزازات متواصلة على إثر التفاخر بدعم الولايات المتحدة الأمريكية قبل وبعد الإعلان عن فوز الملف الأمريكي المشترك بتنظيم مونديال 2026، وآخيراً مع التوانسة بعد سب رموزهم الرياضية في صورة الشوالي ورؤوف خليف.


كل هذا حدث في ظرف عام واحد فقط وربما أقل.. مشاكل لو تعمد مسؤول افتعالها في هذا الزمن القياسي لما حققها بهذه الحرفية.


تركي آل الشيخ نجح ببراعة بسبب خرجاته غير المسؤولة في خلق أزمات عدة لنفسه ولمنصبه وللملكة العربية السعودية، ولا أظن أن أحداً بحاجة إلى التأكد من كم الكراهية التي أصبحت موجودة لدى معظم شعوب عرب أفريقيا وكذا عرب آسيا ، بما في ذلك السعوديين الذين يخشون البوح بذلك، تجاه هذا الرجل، وكم الحساسية التي باتت موجودة بالنسبة للكثيرين تجاه المملكة نفسها، بسبب سلبية الرياض تجاه ما يقوم به تركي آل شيخ، وكأنهم يدعمون ذلك أو لا يُبالون، أو ربما يرونه الرجل المناسب للقيام بهذا الدور، الذي لم نتعود عليه أبداً من المملكة التي ينظر إليها المسلمون في العالم على أنها قبلتهم في الأخلاق قبل الدين.


ونعود لتركي آل شيخ، ونُكرر ذات السؤال، من الذي يحبه؟

فإذا كانت غالبية شعوب العرب في الشرق الأوسط تكن له كراهية ملموسة ليست بحاجة إلى إحصائية، فـ على أي أساس إذاً يعمل؟ ولمن يعمل؟ فـ المسؤول يعمل للشعب أو للشعوب، يعمل من أجل الناس، أما إذا أصبح يُعادي الناس بمواقفه وتصريحاته، فما فائدة عمله ومخططاته واستراتيجياته؟


وإذا كان تركي آل الشيخ يعتقد أن هؤلاء الذين ينافقونه من حوله، هم معيار الشعبية بالنسبة له، فـ قطعاً هو خاطيء، فالمصالح التي جمعتهم حوله، قادرة على أن تُفرقهم من حوله في ثانية، إذا اختفى منصبه وراحت نفوذه.


وإذا كان يظن أن هؤلاء لديهم قدرة في خلق شعبية له في الشارع، فـ لينظر إلى شعبيتهم هم أولاً في الشارع، فـ لو كانت لهم شعبية حقيقية وكانت الشعبية والمحبة تُصنع بأيديهم، لنفعوا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أمام ثورة الشعب المصري ضده في 25 يناير، بعد أن احتمى بهم من غضبة الناس، أو استطاعوا تشويه صورة محمد أبو تريكة على مدى خمس سنوات قاموا فيها بجميع المحاولات الممكنة من أجل ذلك، ولايزال الرجل يملك الشعبية رقم 1 في مصر وحتى الوطن العربي.


على تركي آل الشيخ أن يُراجع نفسه جيداً، ويُدرك حجم وأهمية المنصب الذي يتولاه، ويعرف أن الكلمة التي يتفوه بها رجل في هذا المنصب لها حساب، وعند العرب، الكلمة عقد، وأن معاداة أشخاص لهم محبة وشعبية عند الناس، واتخاذ مواقف غريبة على جمهور الرياضة في الوطن العربي، أمور سيخرج منها وحده خاسراً، وقد رأى بنفسه كم الخسائر التي تكبدها منذ أن اتبع هذا الأسلوب، والخسائر ليست بالضرورة أن تُقتصر في مادة أو منصب، فخسارة الشعبية بالنسبة لأي مسؤول، تعني خسارة كل شيء.. فلا حاجة للانسان بالمال أو المنصب إذا أصبح أمام جمع من الكارهين له. 

طاغات متعلقة